كلمة...

بقلم: ماهر محمد التدمري
 لقد اخترت عنوان هذا المقال مختصراً لكي أعبر عن ما يدور في رأسي قدر الإمكان.
إنَّ كثير من الناس ومع كل أسف يستهينون بالكلمة!، فهذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا محذر إيَّانا: (إن الرجل لينطق بالكلمة لا يلقي لها بالاً فيَهوي بها في جهنم سبعين خريفا.
لكم أن تتخيلو صعوبة النطق بكلمة معينة، فبكلمة تتزوج امرأة وتبني أسرة، وبكلمة تهدم هذه الأسرة.
وبكلمة قد تفسد علاقة ما بين صديقين أو بين صديقتين.
يخاطبنا هنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً، محذرا إيَّانا عندما ذكروا له امرأة صوامة قوامة، لكنها كانت تؤذي جيرانها بلسانها، قال هي في النار.
بكلمة قد تؤذي مشاعر أحد الناس من ذوي الاحتياجات الخاصة، فمثلا كنت أسير في أحد الطرقات الرئيسية، وإذ بفتاة تقول : هذا أعمى، لماذا يسير وحده هنا؟
بصراحة، ولدت هذه الكلمة لدي مشاعر الإحباط واليأس، فكيف لكِ/ لَكَ أن تتلفَّظ بهكذا كلمات ليس لك الحق بالتعدّي على مشاعر الآخرين بها، هل تعلم يا عزيزي أنك بمثل هذه الكلمات تكون قد شتمت الذي تحدثت عنه وأنت لا تدري؟، نعم هيَ شتيمة ولكن من نوع آخر. فأرجوك إن كانت مساعدة الشخص الذي أمامك مهمة صعبة عليك، فغادر المكان دون أن تتلفَّظ بثرثرات لا داعٍ لها.

قصة رجل مقعد تحزن القلب

بقلم: ماهر محمد التدمري
ولد زيد أخٌ لثلاثة إخوة، كان هوَ أصغرهم، في قريةٍ صغيرةٍ متواضعة، يغلب عليها الطابع البدائي. كان أهل هذه القرية كلما رأوا هذا الطفل المقعد، قالوا لوالده: (الله يجبر عليك)، وكأنما كان زيد نقمةاً على أبيه وأمه.
كانت أمه تحيطه بحنانٍ مفرط، وكان أبوه الرجل الفقير يقدم له كل ما يستطيع ويحيطه بالحب والحنان.
وعند بلوغ زيد سن الخمسة عشر عاماً، ماتَ أبوه، أبوه الذي جعل منه شاباً معقداً. كان زيد كلما جالسَ أبوه وأمه شعرَ أن الله قد عاقبهما به.
كبرَ زيد وكبرت معه همومه، وكبرت معه فكرة أن الله قد عاقب والديه به.
لقد كانت أم زيد كما سبق وذكرنا تحيطه بالحنان المفرط. الحنان المفرط الذي جعل منه شخصاً اتكالياً.
عند بلوغ زيد سن ال 18، قررت أمه أن تزوجه، كان زيد يقول لها: لا أستطيع أن أتزوج طالما أني لست موظفاً.
أوهمته أمه بطيب نيتها أنها وإخوته الثلاثة، عمر ومهند وحسام، سيكونون عوناً له في هذه الحياة القاسية.
وبعد أخذٍ ورد، استطاعت أم زيد أن تقنع زيد بالزواج، وبالفعل تم الأمر.
أنجب زيد الطفل الأول في سن التاسع عشر، وأنجب الطفل الثاني في سن العشرين. كانت زوجته وأمه قد أقنعوه بأن إخوته سيكونون عوناً له.
إخوته المتزوجين في بادئ الأمر تحمسو للفكرة، فقدموا له جزءاً من مصروفه الشخصي الذي كان لا يكفيه في الغالب.
أمّا أمه، فكانت تأخذه إلى الجمعيات الخيرية ليمارس التسول القانوني، والتسول القانوني يا أخوان، هوَ أبشع التسول، لأن بعض من يدير الجمعيات الخيرية، جعلوا من المعاقين مادةاً دسمة بأيديهم ليحققوا مصالحاً ضيقة وأهداف شخصية.
وأنا هنا لا أهاجم أحداً، لكن هذا هوَ الواقع بكل أسف. فكم من مبادرة ينفذها أشخاص أسوياء، تُظهر لك الكفيف في الفيديوهات يرسم، والأبكم يحاول التحدث أو يكتب مقالات، أو أو أو، والمعاق حركياً يعمل بحرف يكسب منها قوت يومه.
وبعد تصوير الفيديوهات، تبحث عن كل هؤلاء، وإذا هم منهزمين داخلياً، منبطحين أمام رغبات هؤلاء الأشخاص من أجل أن يأخذوا من الجمل أذنه.
وبذلك تكون المبادرة قد حققت نجاحاً إعلامياً وفشلت على أرض الواقع.
أمّا النجاح، فالكل يتحدث عن الأستاذ فلان، والدكتور فلان، والأخت فلانة، أمّا الفشل لا أحد يتابعه، لأن الناس لا يعنيها أمر المعاق.
وعند بلوغ زيد سن 22، كان ينتظر مولوداً ثالثاً، فماتت أمه. شعرَ زيد بأن ظهره قد انقسم بفقدان أبيه وأمه.
كبرَ زيد، وكبرت همومه، وكبرت أسرته، كان الحنان المفرط الذي عاملته به أمه قد جعلت منه رجلاً ضعيف الشخصية، رجلاً تافهاً لا هدف له، لكنه كان يقول: (إنَّ هدفي تربيت أبنائي).
لكنه ونظراً للتربية الخاطئة التي ترباها، ونظراً للمجتمع المتخلف الذي يحيط به، ونظراً لتخلي إخوته المتزوجين عنه بسبب ظروفهم الحياتية، قد قرر أن يصبح متسولاً.
فكما تعلمون، التربية السلبية تنتج شخصاً سلبياً.
زيد أصبح شخصاً سلبياً متسولاً، فهل نلومه هوَ، أَم نلوم والديه، أَم نلوم المجتمع المحيط به؟
سؤالٌ أترك لكم الإجابة عليه..

رؤية من لا يرى الحقيقة

بقلم: (ماهر محمد التدمري)
لقد اعتمدت هذا العنوان لأنني قابلت الكثير من الناس في حياةِ يبصرون، ولكن لا يرون الحقيقة.
لا أدري، قد يكونون يرونها ولكنهم يهربون منها، أو يكذبون على أنفسهم.
فهم حوَّلوا الإنسان الأعمى وأصحاب الإعاقات الأخرى إلى متسولين، ويائسين، وعاجزين. فالأم التي تربي ابنها المعاق على أنه عاجز لا قيمة له انطلاقاً من قناعتها التي لا ترى الحقيقة هيَ أمٌ فاشلة، وستُسأل أمام الله.
سأُعطيكم أمثلة عن أُناسٍ تحدوا إعاقتهم، لكن بشرط، إياكم أن تُطالِبونِ كرجلٍ أعمى بأن أكونَ مثلهم، لأن مجتمعهم في ذلك الزمان، كان يتمتع بالعلم، وكانَ مجتمعاً فاضلاً مع احترامي للجميع، وكانَ يحترم العلم والعلماء.
أمّا مجتمعنا اليوم، تحكمه راقصة، فلو ذهبنا إلى مسجد كبير في أكبر مدينة عربية، وطلب الإمام من المصلين بأن يتبرعوا لصالح رجل معاق، ستكون قيمة التبرعات على الأكثر 5000 دولار.
ولو ذهبنا إلى ملها ليلي، وطلبت الراقصة من الحضور التبرع لصالح رجل معاق، صدقوني ستكون قيمة التبرعات الإجمالية ثلاثت أضعاف ما تبرع به المصلين.
بالمناسبة، أنا هنا لا أُهاجم أحداً، ولا أُشجع على الرذيلة، ولكنني أوضح الفرق بين مجتمعنا اليوم ومجتمع العلماء الذين سأتحدث عنهم الآن.
في عصر الصحابة مثلاً، جاء رجلٌ أعرج وهوَ (عَمرُ بن الجموح) ومعه أولاده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يختصمون، فقال أبناؤه: يا رسول الله، لعلك تقنع أبانا ألّا يُشاركَ في الغزوة، فتلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى: (ليسَ على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج).
فقال عمر: يا رسول الله، إنَّ روحي تشتاق إلى الجنة، والله لأطأنّة الجنة بعرجتي هذه.
وهذا الإمام المحدث محمد بن عيسى، الملقب بالترمذي، يترك من بعده مؤلفات لا تزال تُدَرَّس إلى يومنا هذا، وهوَ رجلٌ أعمى.
وهذا عميد الأدب العربي، والكاتب والناقد المصري (طاهى حسين)، وهوَ رجلٌ أعمى أيضاً.
وهذا المخترع ورجل الأعمال الأمريكي (أدسن) الذي اخترع المصباح الكهربائي الذي نستفيد منه حتى يومنا هذا وربمى تستفيد منه بعدنا أجيالٌ وأجيال. وقد كان يعاني من مشاكل في سمعه.
فبالله عليكم، أينَ مقولة (العقل السليم في الجسم السليم) هنا؟
يا تُرى كوني رجل أعمى برأيكم، هل أعاني من خلل في وظائف العقل، وكل هؤلاء العظماء والعلماء عقلهم ليسَ سليماً، أَم أن الذي يرى الأعمى متسولاً عقله ليس سليماً؟
سؤالٌ أترك لكم الإجابة عليه...

معاناة الكفيف في إيجاد فرصة عمل

أنا أؤمن أيها السادة أن في هذه الأيام من الصعب حتى على الناس الأصحاء إيجاد فرصة عمل. 

ولكنني أؤمن أيضاً بحق الأعمى وغيره من ذوي الاحتياجات الخاصة أن يعمل من أجل أن يعيش حياةاً كريمة. 

لماذا يصعب على بعض الناس في هذه الأيام أن تصدق أن بعض المعاقين يستطيعون العمل والإنتاج؟

رح أحكيها بالعامية واسمحو لي: 

ليش لما نروح ندور على شغل نحن العميان، بيفكرونا عم نشحد؟

يلي بيعطينا دينار، ويلي بيقول الله يجبر عليكم ويرزقكم، والله صاحب المعمل مش موجود، لو موجود كان أعطاكم... يا عمِ احنا ما بدنا اياه يعطينا.

لذلك وضَّحت هذه الفكرة بفيديو بعنوان: معاناة الكفيف في إيجاد فرصة عمل.

ساعدني من دون أن تزعجني

هذا عنوان لرسالة وجهتها لكل من يحب مساعدة المكفوفين وغيرهم من المعاقين، لأن البعض منهم يساعدني أحياناً بشكل مزعج. ولو رفضت مساعدته لقال: (كويس إلّي الله عماه وريحنا، هذا متكبر).

أنا لست متكبر لكن ساعدني من دون أن تزعجني.

زواج الكفيف من الكفيفة

هل يستطيع الإنسان الكفيف أن يتزوج إنسانة كفيفة مثله؟

هل يوجد معوقات تحول بينهما وبين الزواج؟

هل يستطيع الكفيف أن يفتح بيت ويصبح رب أسرة؟

هل تستطيع الكفيفة أن تقوم بواجباتها تجاه زوجها وأولادها؟

أسئلةٌ حاولت الإجابة عنها في مقطع فيديو مختصر بعنوان: زواج الكفيف من الكفيفة.

رسالة إلى أهالي ذوي الإعاقة

لقد عنونت رسالة قصيرة إلى أهالي المكفوفين بشكل خاص، وأصحاب الإعاقة بشكل عام. (رسالة إلى أهالي ذوي الإعاقة)، وقلت لهم فيها أن الشخص السلبي نتاج تربية سلبية، لا يجب أن نضع كل اللوم على المعاق المستسلم لإعاقته، فلو دخلنا في تفاصيل حياته، سنجد أن أهله قد همشوه وجعلوا منه شخصاً  سلبياً.